القدس تجمعنا : الشيخ محمد نيانغ

بسم الله الرحمن الرحيم
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله)
صدق الله العلي العظيم
بمناسبة يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني العظيم رضوان الله عليه بعد انتصار الثورة الإيرانية مباشرة وتلقفتها الشعوب الإسلامية بكثير من الاهتمام واعتبارها مبادرة جامعة نهضوية جديدة للأمة الإسلامية طال انتظارها والأمل الباعث للحركة نحو البوصلة الطبيعية.
بعد غياب هذه المبادرات الكبيرة الهادفة والجامعة البعيدة عن الطائفية والمذهبية والعرقية والحدودية وما إلى ذلك من أسباب المؤدية إلى الضعف من التشتت والتفرق. ولكن مع الآن الأمور اليوم لا تبدو على يرام بسبب ما نراه اليوم من التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية. والتي أبرزها هذا الجنوح الجنوني نحو التطبيع مع إسرائيل من قبل معظم حكومات الدول الإسلامية وإعطاء دولة الاحتلال فرصة البقاء أكثر ومزيد من المساحات الجغرافية لها في الأراضي الإسلامية لتزرع سمومها على نطاق أوسع والتحرك العدواني.
والأمر الآخر وهو الأخطر هو ما نراه اليوم من اللامبالاة التي تبديها اليوم هذه الشعوب تجاه هذا التطبيع المذل والمخزي وعدم التحرك لوقفه وكأنه أصبح أمرا عاديا وطبيعيا وهو ما يجب على المعنيين البحث عن أسبابه ومعالجته بسرعة قبل استفحاله وتحوله إلى معضلة أخرى. وربما نستطيع أن نشخص بعضا من أسبابه الداخلية.
وهي أن الجهات المعنية بهذه المبادرة تتحمل بعض المسؤولية عنه بسبب إهماله العلاقة التي كانت تربطها بالشعوب الإسلامية وأنها فضلت تحويلها إلى العلاقة مع الحكومات المبنية على المصالح الاقتصادية والسياسية وتوكيل هذه العلاقة بشعوب الأمة إلى بعض المنظمات وأشخاص ليسوا بالمستوى المطلوب.
همهم مصالحهم الشخصية الضيقة بدل أن تبني هذه العلاقة وتحافظ عليها هدمها بسوء السياسات والآثار السيئة التي طبعت بصماتها أيما حلت ورحلت وفرغت المبادرة من مضمونها الحضاري وروحها الجماعية.
واهتمت فقط بالتقارير السنوية مساء ذلك اليوم العظيم ليرضوا المسؤولين عنهم بأفواهم للاستمرار… والله أحق أن يرضوه
إن يوم القدس العالمي يجب أن يبقى مقدسا فوق المصالح الجهوية والتنظيمية والقبلية يقوم دائما على إيجاد الأرضية المشتركة والإحساس الجماعي والوعي القرآني.
 بسم الله الرحمن الرحيم
((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون. ))
صدق الله العلي العظيم
رحم الله الإمام الخميني العظيم
وكل عام وانتم بخير
سماحة الشيخ محمد نيانغ الأمين العام لمجلس علماء أهل البيت-ع-في السنغال.